من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة

نبذة عن الكتاب

تأليف : عبد الكريم شرفي — إن إشكالات القراءة والتأويل، على اختلاف مناحيها وعلى اختلاف النظريات التي تعرضت لها، تتمحور حول قضيتين مركزيتين: تتعلق القضية الأولى بطبيعة المعنى وطبيعة النص أو العمل الأدبي، وتتعلق القضية الثانية بمسألة الفهم والإدراك والتأويل، ومن ثم بإشكالية الذاتية والموضوعية سواءً في تحقيق النص الأدبي أم في تحقيق معناه أو موضوعه …الجمالي.
فهل يمتلك النص وجوداً متحققاً وملموساً دون تدخل الذات الواعية أم أن هذه الأخيرة هي التي تخرجه إلى حيز الوجود؟ وهل يمتلك النص هوية أو ماهية أنطولوجية بحيث يمكن للذات أن تدركه “كما هو” دون أن يكون انعكاساً أو نتيجة لأفعال الفهم التي تمارسها عليه؟ وهل المعنى موجود ومعطى ومشكل داخل النص يجب اكتشافه واستخراجه وتوصيله إلى الآخرين أم أن الذات القارئة أو المؤولة هي التي “تبنيه” و”تركبه” من خلال المعطيات النصية لأنه ليس معطى وليس محدداً بأي حال من الأحوال داخل النص؟إشكالات الفهم والتأويل والإدراك وكذا إشكالية الذاتية والموضوعية أو علاقة الذات بالموضوع، كانت المسألة الأساسية في الهرمينوطيقا والفنومنولوجيا على حد السواء، ولأن هذين الاتجاهين كانا يشكلان، من الجهة الأخرى، الخلفية المعرفية التي تأسست عليها نظرية التلقي، فقد ارتأينا أن نخصص لهما على التوالي كلا من الفصل الأول والثاني.
من هنا كان الفصل الأول يتناول بالدراسة والتحليل مسار الهرمينوطيقا التاريخي في الفكر الغربي الحديث ابتداءً من القرن 17 أين أصبحت، على يد شلايرماخر، علماً أو فناً قائماً بذاته، إلى النقاشات المعاصرة التي أثارها امبرطو إيكو بشأن حرية التأويل والمعايير والقواعد الضرورية التي تحد من هذه الحرية وتضمن موضوعية التأويل والفهم. وقد حاولنا أيضاً أن نعرض، إلى جانب مقولات شلايرماخر وإيكو، تصورات الهرمينوطيقيين الكبار أمثال دلثاي، وغادامر، وبول ريكور بشأن الإشكالات التي أثرناها أعلاه، ومواقفهم منها.
أما الفصل الثاني فقد جاء ليبين بشيء من التفصيل تصور الفلاسفة والمنظرين الفنومنولوجيين (هوسرل، هايدجر، انغاردن، وسارتر) لطبيعة العلاقة القائمة بين الذات والموضوع عموماً، وبين القارئ والنص على وجه الخصوص، وللخيط الفاصل بين الذاتي والموضوعي، بين حقيقة الأشياء في ذاتها ومعرفتنا عنها.
بقي أن نشير إلى أن من أهم الانتقادات التي وجهت إلى جمالية التلقي اهتمامها بالقارئ أو بالجمهور “المثالي” أو “المتعالي” وإهمالها للسمة السوسيوتاريخية لهذا الجمهور، وللعلاقات الاجتماعية التي لا تربط القارئ بمجتمعه الخاص فحسب، بل وبطبقته الخاصة داخل هذا المجتمع. ومن هنا كان تصورنا للفصل الرابع قائماً على ضرورة تسليط الضوء على الشروط السوسيولوجية التي تشكل سياقاً خارجياً بالنسبة للنص والتي تتحكم في القراءة وتوجهها. – تحميل كتاب : من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة

عن الطبعة
الوصف

تأليف : عبد الكريم شرفي
نشر سنة 2007
288 صفحة
ISBN 13 9786140203648

الدار العربية للعلوم ناشرون
اقتباس:

رمز المنتج: ISBN 13 9786140203648 التصنيفات: ,
إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة

من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة

رمز المنتج: ISBN 13 9786140203648 التصنيفات: ,

عن الطبعة​

الوصف

تأليف : عبد الكريم شرفي
نشر سنة 2007
288 صفحة
ISBN 13 9786140203648

الدار العربية للعلوم ناشرون
اقتباس:

نبذة عن الكتاب​

تأليف : عبد الكريم شرفي — إن إشكالات القراءة والتأويل، على اختلاف مناحيها وعلى اختلاف النظريات التي تعرضت لها، تتمحور حول قضيتين مركزيتين: تتعلق القضية الأولى بطبيعة المعنى وطبيعة النص أو العمل الأدبي، وتتعلق القضية الثانية بمسألة الفهم والإدراك والتأويل، ومن ثم بإشكالية الذاتية والموضوعية سواءً في تحقيق النص الأدبي أم في تحقيق معناه أو موضوعه …الجمالي.
فهل يمتلك النص وجوداً متحققاً وملموساً دون تدخل الذات الواعية أم أن هذه الأخيرة هي التي تخرجه إلى حيز الوجود؟ وهل يمتلك النص هوية أو ماهية أنطولوجية بحيث يمكن للذات أن تدركه “كما هو” دون أن يكون انعكاساً أو نتيجة لأفعال الفهم التي تمارسها عليه؟ وهل المعنى موجود ومعطى ومشكل داخل النص يجب اكتشافه واستخراجه وتوصيله إلى الآخرين أم أن الذات القارئة أو المؤولة هي التي “تبنيه” و”تركبه” من خلال المعطيات النصية لأنه ليس معطى وليس محدداً بأي حال من الأحوال داخل النص؟إشكالات الفهم والتأويل والإدراك وكذا إشكالية الذاتية والموضوعية أو علاقة الذات بالموضوع، كانت المسألة الأساسية في الهرمينوطيقا والفنومنولوجيا على حد السواء، ولأن هذين الاتجاهين كانا يشكلان، من الجهة الأخرى، الخلفية المعرفية التي تأسست عليها نظرية التلقي، فقد ارتأينا أن نخصص لهما على التوالي كلا من الفصل الأول والثاني.
من هنا كان الفصل الأول يتناول بالدراسة والتحليل مسار الهرمينوطيقا التاريخي في الفكر الغربي الحديث ابتداءً من القرن 17 أين أصبحت، على يد شلايرماخر، علماً أو فناً قائماً بذاته، إلى النقاشات المعاصرة التي أثارها امبرطو إيكو بشأن حرية التأويل والمعايير والقواعد الضرورية التي تحد من هذه الحرية وتضمن موضوعية التأويل والفهم. وقد حاولنا أيضاً أن نعرض، إلى جانب مقولات شلايرماخر وإيكو، تصورات الهرمينوطيقيين الكبار أمثال دلثاي، وغادامر، وبول ريكور بشأن الإشكالات التي أثرناها أعلاه، ومواقفهم منها.
أما الفصل الثاني فقد جاء ليبين بشيء من التفصيل تصور الفلاسفة والمنظرين الفنومنولوجيين (هوسرل، هايدجر، انغاردن، وسارتر) لطبيعة العلاقة القائمة بين الذات والموضوع عموماً، وبين القارئ والنص على وجه الخصوص، وللخيط الفاصل بين الذاتي والموضوعي، بين حقيقة الأشياء في ذاتها ومعرفتنا عنها.
بقي أن نشير إلى أن من أهم الانتقادات التي وجهت إلى جمالية التلقي اهتمامها بالقارئ أو بالجمهور “المثالي” أو “المتعالي” وإهمالها للسمة السوسيوتاريخية لهذا الجمهور، وللعلاقات الاجتماعية التي لا تربط القارئ بمجتمعه الخاص فحسب، بل وبطبقته الخاصة داخل هذا المجتمع. ومن هنا كان تصورنا للفصل الرابع قائماً على ضرورة تسليط الضوء على الشروط السوسيولوجية التي تشكل سياقاً خارجياً بالنسبة للنص والتي تتحكم في القراءة وتوجهها. – تحميل كتاب : من فلسفات التأويل إلى نظريات القراءة

إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة