تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة

نبذة عن الكتاب

نشر سنة 2021
305 صفحة
ISBN 13 9789774905971

دار العين للنشرلا يكسر القلب شيئًا أكثر من ألا تشعر بالطمأنينة في بيتك، أن يكون سريرك منبتًا للخوف، وأبواب المنزل المحكمة سببًا أدعى للتوجس، وأن تصبح الجدران التي تستتر خلفها من الغرباء أسوارًا للقلق وظلًا ثقيلًا لحالة لا تنتهي من الترقب، وأن تكون اليد، المفترض بها أن تربّت على صدرك وتمسح على جبينك، هي التي تنتزعك من نومك وتلقي بك إلى كوابيس اليقظة ووحوشها

عن الطبعة
الوصف

في أيامنا، خربنا اللُّعب العزيزة التي تعمل بالزمبلك والبطاريات، امتلكنا القليل منها، ومع هذا، دشدشنا الإطار الخارجي بالمطارق. فككنا التروس وبعثرناها، وكانت الجائزة الكبرى هي قِطع المغناطيس، انتزعناها من أحشاء المواتير مع صرخات الانتصار. كنا نربط الكلاب الصغيرة من رقابها بحبال تشبه عقد المشنقة، قمنا بسحلها في الشوارع، دون ضغينة ضربناها بالتناوب بعصيٍّ منزوعة من أقفاص الخضار الفارغة التي حطمناها قبلها. أُلقيت القطط من الشبابيك بدافع الفضول، أو دفعناها في وسط المرور والسيارات تمرق حتى نتأكد أنها بسبع ترواح. في ضهريات الصيف الملولة، كانت سدوم وعمورة اللعبة المفضلة لدينا والأكثر إثارة، لعبة عرفتها كل الكتب المقدسة، كنا نجمع أقلام الفيلوماستر الفارغة ونشعل أطرافها، وتنطلق غارات الغضب الإلهي. انهمرت كرات اللهب المنصهر على مستعمرات النمل، وتصاعدت دخنة ثقيلة كالحبر من أجساد الخنافس المفزوعة، تأملناها وهي تحترق بالنار والكبريت، ونقاط البلاستيك السائل تتمدد من بركان يتقيأ أحشاءه. ولم يكن في هذا كله، ولو لمحة من القسوة، كانت هذه طبيعة الأمور، في البيوت وفي المدارس وفي الشوارع، وفي كل مكان آخر، كانت أيامًا هادئة في أزمنة هادئة.

رمز المنتج: 1710416540-34 التصنيف:
إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة

تاريخ موجز للخليقة وشرق القاهرة

رمز المنتج: 1710416540-34 التصنيف:

عن الطبعة​

الوصف

في أيامنا، خربنا اللُّعب العزيزة التي تعمل بالزمبلك والبطاريات، امتلكنا القليل منها، ومع هذا، دشدشنا الإطار الخارجي بالمطارق. فككنا التروس وبعثرناها، وكانت الجائزة الكبرى هي قِطع المغناطيس، انتزعناها من أحشاء المواتير مع صرخات الانتصار. كنا نربط الكلاب الصغيرة من رقابها بحبال تشبه عقد المشنقة، قمنا بسحلها في الشوارع، دون ضغينة ضربناها بالتناوب بعصيٍّ منزوعة من أقفاص الخضار الفارغة التي حطمناها قبلها. أُلقيت القطط من الشبابيك بدافع الفضول، أو دفعناها في وسط المرور والسيارات تمرق حتى نتأكد أنها بسبع ترواح. في ضهريات الصيف الملولة، كانت سدوم وعمورة اللعبة المفضلة لدينا والأكثر إثارة، لعبة عرفتها كل الكتب المقدسة، كنا نجمع أقلام الفيلوماستر الفارغة ونشعل أطرافها، وتنطلق غارات الغضب الإلهي. انهمرت كرات اللهب المنصهر على مستعمرات النمل، وتصاعدت دخنة ثقيلة كالحبر من أجساد الخنافس المفزوعة، تأملناها وهي تحترق بالنار والكبريت، ونقاط البلاستيك السائل تتمدد من بركان يتقيأ أحشاءه. ولم يكن في هذا كله، ولو لمحة من القسوة، كانت هذه طبيعة الأمور، في البيوت وفي المدارس وفي الشوارع، وفي كل مكان آخر، كانت أيامًا هادئة في أزمنة هادئة.

نبذة عن الكتاب​

نشر سنة 2021
305 صفحة
ISBN 13 9789774905971

دار العين للنشرلا يكسر القلب شيئًا أكثر من ألا تشعر بالطمأنينة في بيتك، أن يكون سريرك منبتًا للخوف، وأبواب المنزل المحكمة سببًا أدعى للتوجس، وأن تصبح الجدران التي تستتر خلفها من الغرباء أسوارًا للقلق وظلًا ثقيلًا لحالة لا تنتهي من الترقب، وأن تكون اليد، المفترض بها أن تربّت على صدرك وتمسح على جبينك، هي التي تنتزعك من نومك وتلقي بك إلى كوابيس اليقظة ووحوشها

إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة