حتى أتخلى عن فكرة البيوت

نبذة عن الكتاب

تأليف : إيمان مرسال — يقولون إنّ مستعمرةً من النمل كانت تأكل الجُدران والطيور، يقولون إن أجدادهم تنقّلوا ثلاث مراتٍ في قرْنيْن، يقولون إنّهم ردموا مُستنقعًا وبنوا بيتًا لله أولًا وبيوتًا للأموات ثانيًا ثم أخيرًا بيوتًا للناجين من لعنة الكائنات الصغيرة.
ظُلم هنا أناسٌ كثيرون، وسُميت هذه القرية «ميت عدلان»، ويبدو أن الأجيال الجديدة فخورة بالاسم أو أنّ التسميات تفقدُ ذاكرتها من كثرة ما نقضمها بأسناننا.
«ميت عدلان» قريتي العزيزة الجميلة، وطني الأمّ الذي يزورني كلّ ليلةٍ في الكوابيس،
أصبحَت لشوارعها أسماءٌ كتبتْها الحكومة بنفسها: شارع الثورة، الفراعنة، الخُلفاء الراشدين، حتى أنّ هناك سهمًا يُشير إلى المقابر مكتوبٌ عليه «المقابر».
يُمكنك أن تبحث عنها في «جوجول إرث»، ستراها مثل ساعةٍ مُعطّلةٍ نسيها أحدهم على جدار كان يومًا حائطًا في بيت.
قرية الأسرار العظيمة، ليس لديها بابٌ ليُغلق. – تحميل كتاب : حتى أتخلى عن فكرة البيوت

عن الطبعة
الوصف

تأليف : إيمان مرسال
نشر سنة 2022
88 صفحة
ISBN 13 9789778031478

الكتب خان
اقتباس: كثير من ألعاب الطفولة يقوم على فقد حاسةٍ من الحواس الأساسية، فمثلا لعبة الحجلة تتطلب من اللاعب الماهر أن ينط من مربعٍ لآخر بقدمٍ واحدة بينما الأخرى معطلة في الهواء، كأنها قطعت منذ زمن كاف ليتدرب على القفز بدونها.ربما أنا في هذه القارة كي أمشي وحدي لعدة أيام أو سنوات وكأن لا أحد هناك يحتاجني، ينتظرني،يطالبني، يحبني، يستوحشني، يخاف علي . منذ اليوم الأول وأنا أعرف أن الحجلة ليست إلا مجاز فاشل لأنني في الحقيقة وأنا هنا أحتاج كل هؤلاء الذين أصحو وأنام بدونهم وأعرف تماماً أن البعد لم يقلل من وطأة الذنب. “الذنب” هي الكلمة التي ترن بداخلي كلما تذكر ت أنني “من هناك”، لقد أصبحت حتى أكثر وأكثر “من هناك” منذ غادرت هناك. الذنب “يأكلني” تحديداً منذ وصلت بالأمسفقط لمدينة تطل على محيط ما لأ قرأ قصائد ما على مسرح كبيرٍ ما، ولأشرب نبيذأً جيداً مع كتابٍموهوبين وليسوا من هناك.ماذا يفعل شخص جاء إلى هنا ليقرأ قصائد عن هناك لأناس ليسوا من هناك حين يأكله الذنب سوى أن يقف مثلي الآن في شرفة فندق خمس نجوم و يشعل سيجارة ثم يلعن العالم بالصراخ والهمهمة على أمل أن يأخذه البوليس إلى السجن، على أمل أن يحدث شيء يمنعه من إلقاء نفسه من الطابق السابع ثم عندما يدق باب الغرفة يختفي خلف أغطية السرير كأنه في لعبة استغماية.في الاستغماية يفقد اللاعب بصر ه، ويكون عليه أن يمسك الأجساد الهاربة منه بتعقب حركتها أو بشم رائحتها.

رمز المنتج: ISBN 13 9789778031478 التصنيفات: ,
إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة

حتى أتخلى عن فكرة البيوت

رمز المنتج: ISBN 13 9789778031478 التصنيفات: ,

عن الطبعة​

الوصف

تأليف : إيمان مرسال
نشر سنة 2022
88 صفحة
ISBN 13 9789778031478

الكتب خان
اقتباس: كثير من ألعاب الطفولة يقوم على فقد حاسةٍ من الحواس الأساسية، فمثلا لعبة الحجلة تتطلب من اللاعب الماهر أن ينط من مربعٍ لآخر بقدمٍ واحدة بينما الأخرى معطلة في الهواء، كأنها قطعت منذ زمن كاف ليتدرب على القفز بدونها.ربما أنا في هذه القارة كي أمشي وحدي لعدة أيام أو سنوات وكأن لا أحد هناك يحتاجني، ينتظرني،يطالبني، يحبني، يستوحشني، يخاف علي . منذ اليوم الأول وأنا أعرف أن الحجلة ليست إلا مجاز فاشل لأنني في الحقيقة وأنا هنا أحتاج كل هؤلاء الذين أصحو وأنام بدونهم وأعرف تماماً أن البعد لم يقلل من وطأة الذنب. “الذنب” هي الكلمة التي ترن بداخلي كلما تذكر ت أنني “من هناك”، لقد أصبحت حتى أكثر وأكثر “من هناك” منذ غادرت هناك. الذنب “يأكلني” تحديداً منذ وصلت بالأمسفقط لمدينة تطل على محيط ما لأ قرأ قصائد ما على مسرح كبيرٍ ما، ولأشرب نبيذأً جيداً مع كتابٍموهوبين وليسوا من هناك.ماذا يفعل شخص جاء إلى هنا ليقرأ قصائد عن هناك لأناس ليسوا من هناك حين يأكله الذنب سوى أن يقف مثلي الآن في شرفة فندق خمس نجوم و يشعل سيجارة ثم يلعن العالم بالصراخ والهمهمة على أمل أن يأخذه البوليس إلى السجن، على أمل أن يحدث شيء يمنعه من إلقاء نفسه من الطابق السابع ثم عندما يدق باب الغرفة يختفي خلف أغطية السرير كأنه في لعبة استغماية.في الاستغماية يفقد اللاعب بصر ه، ويكون عليه أن يمسك الأجساد الهاربة منه بتعقب حركتها أو بشم رائحتها.

نبذة عن الكتاب​

تأليف : إيمان مرسال — يقولون إنّ مستعمرةً من النمل كانت تأكل الجُدران والطيور، يقولون إن أجدادهم تنقّلوا ثلاث مراتٍ في قرْنيْن، يقولون إنّهم ردموا مُستنقعًا وبنوا بيتًا لله أولًا وبيوتًا للأموات ثانيًا ثم أخيرًا بيوتًا للناجين من لعنة الكائنات الصغيرة.
ظُلم هنا أناسٌ كثيرون، وسُميت هذه القرية «ميت عدلان»، ويبدو أن الأجيال الجديدة فخورة بالاسم أو أنّ التسميات تفقدُ ذاكرتها من كثرة ما نقضمها بأسناننا.
«ميت عدلان» قريتي العزيزة الجميلة، وطني الأمّ الذي يزورني كلّ ليلةٍ في الكوابيس،
أصبحَت لشوارعها أسماءٌ كتبتْها الحكومة بنفسها: شارع الثورة، الفراعنة، الخُلفاء الراشدين، حتى أنّ هناك سهمًا يُشير إلى المقابر مكتوبٌ عليه «المقابر».
يُمكنك أن تبحث عنها في «جوجول إرث»، ستراها مثل ساعةٍ مُعطّلةٍ نسيها أحدهم على جدار كان يومًا حائطًا في بيت.
قرية الأسرار العظيمة، ليس لديها بابٌ ليُغلق. – تحميل كتاب : حتى أتخلى عن فكرة البيوت

إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة