رافق ترشيح مؤسسة عامل الدولية إلى جائزة نوبل للسلام للعام 2016، جملة من التحديات والإنجازات وكثير من الدروس والعِبر. الأبرز، كان الالتفاف الرسمي والشعبي حول هذه القضية، والذي بيّن حجم التضامن مع لبنان ومع المؤسسة، وأبرز حاجة اللبنانيين ورغبتهم في دعم المشاريع الإنسانية الرائدة، ومسح الخيبات عن وجه لبنان وسمعته في العالم. ولقد رأت عامل إصدار كتاب توثيقي، استجابة للجهود والأجواء التي رافقتها طوال نحو عام من الإعداد لنيل الجائزة، وحفر أسماء الذين ساندوا مؤسسة عامل في سجل المؤسسة وذاكرتها، فعدم فوزها بالجائزة بالنيابة عن لبنان، لم يعني الخسارة أبداً، ذلك أن صوت لبنان وصل إلى مساحة واسعة جداً في العالم عبر الحملة التي قادتها “عامل”، وهي المؤسسة المدنية غير الطائفية والملتزمة بقضايا الشعوب العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين. إن التجاوب الذي لاقته الحملة من العديد من الأطراف الدولية، هو بمثابة منتصف الطريق إلى “نوبل”، إذ أن نيل هذه الجائزة التي غالباً ما تُعطى لأبعاد سياسية لا إنسانية، سيكون بمنزلة اعتراف دولي حقيقي بمعاناة لبنان ودوره الاستثنائي في احتواء اللاجئين واستضافتهم والتصرف بإنسانية انطلاقاً من قيم التضامن والتراحم.

يحتوي هذا الكتاب على مجمل الدراسات والتعقيبات التي قدمت في الندوتين اللتين عقدتا في القيروان – تونس في 10-11 آذار/مارس 1983 وفي تونس في 29-30 تشرين الأول/أكتوبر 1984، لدراسة حركة الصحوة الاسلامية، وذلك في إطار مشروع المستقبلات العربية البديلة الذي جرى انجازه بالتعاون بين جامعة الأمم المتحدة ومنتدى العالم الثالث. يتناول الكتاب واقع الحركات الإسلامية في مختلف الأقطار العربية، نشأة وتاريخاً وفكراً وتنظيماً وموقفاً من الأحداث والقضايا.

لقد استغلت جماعة الإخوان «المحظورة» أغلبيتها داخل البرلمان المصري، وسعت إلى توظيفها لخدمة أهدافها وأجندتها بعيدا عن المصلحة الوطنية، فقامت بتصعيد حملات التحريض ضد مؤسسات الدولة واتهامها بالتواطؤ والتآمر لحساب النظام السابق الذى تم إسقاطه فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011... لقد حاولت من خلال هذا الكتاب تسجيل هذه الفترة التاريخية الصعبة من عمر الحياة البرلمانية فى مصر لتكون شاهدا حيا على مواقف الجماعة ونواب المجلس فى هذه المرحلة، خاصة وأن البعض منهم قدموا أنفسهم كمناضلين فى مواجهة جماعة الإخوان بعد سقوطهم من سدة الحكم فى البلاد، فجاء هذا الكتاب ليكشف الحقائق ويرصد المواقف.

كتاب دولة العراق ـ سيناريوهات بانورامية ومحطّات في طوبوغرافيا مصفوفة الدولة العراقية الحديثة ، كُتِبت بين الأعوام 2003م-2020م وعرضتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي والثقافي ، عن التحولات في العراق من حكومات البنية السلالية إلى دويلات الطوائف العميقة التي تديرها ماكنة الأحزاب والتيارات والكتل والمكونات التي توالدت على أرض العراق منذ العام 2003م وما بعده راديكالياً وبراغماتياً وفق ثلاثية المحاصصة السياسية والطائفية والقومية ؛ مُنزِلةً العراق في عمق مثلث برمودا التوافقية التي أخفقت في تبنّي فقه توزيع الثروات التوازني ، وأشاعت ثقافة الفساد المركّب عمودياً وأفقياً ، في ظل غياب قيادة شجاعة تتميز بقوة العقل ، وصلابة الموقف ، ورصانة الحكمة ومصداقية الولاء ، مما أنتج حكومات اصطفاف طائفي موّزعةً بين ولاءات طائفية وقومية ومذهبية ودينية ومناطقية وعشائرية تمارس سطوتها خارج سلطة القانون ، إلى جانب دستور مصوّت عليه في أكتوبر من عام 2005م لا يتميز بالثبوتية والرصانة في ديباجته ، ولابدّ له من مراجعات وتعديلات جوهرية. هذه الإخفاقات أنتجت عنقاء فوضى ، ومنازلات سياسية هابطة ، وتبادلية أدوار ، وأجندات إقليمية وخارجية ، ومراهنات وصراع إرادات ، وزعامات صنمية ، ووزارات مقسمة حزبياً وطائفياً ، وممارسات سياسية متقاطعة ؛ وأزمات ثقة ؛ بعيدةً عن دولة المواطنة التي تحفظ للعراق سيادته وهيبته أمام المجتمع الدولي. كتاب دولة العراق ـ فنارات في فضاءات لعبة الفرص والصدف والمتغيرات العشوائية والقيمية السياسية التي توصف في أروقة التسارع بأنها مطلقة شبكاتياً ومناظراتياً في فضاءات دكاكين السياسة ذات العطش المجدب الدائم للمال والسلطة ومزادات التدحرج نحو المجهول. في خضمّ هذا الطوفان كانت تجربتي مرشَّحاً مستقلاً لرئاسة الجمهورية في عام 2014م ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عام 2018م ورئاسة مجلس الوزراء في عام 2019م ، على الرغم من قتامة المشهد السياسي ، وتشابك خطوط شبكاته العنكبوتية ، والاستقطابات الإقليمية والدولية. كتاب دولة العراق ـ محاورات في مناطق ساخنة حينما أكلت المحاصصة وجه الأرض والناس والتاريخ ، وأجلس الزمن الأغبر سلالات المبطلين الذين يكذبون كما يتنفسون مجالس المُلك حين بالغ في عظتهم ، ومن ورائهم أطنان مرملة ، وحروب خفافيش ، ومنصّات رقمية ، وجيوش ألكترونية ، وبوّابات تتخفى خلف صريرها ، وفساد مركّب قد تخمَّر في جينات زعامات كيشوانية ، ورشوات وطنية ، وصراخ سايكلوجي داخل حناجر ساسة السلالات الرقمية. كتاب دولة العراق ـ قراءات في مشاهد التحوُّل القهري الافتراضي ، والازدواجية المعيارية ، واختزال المواقف المفصلية على طريقة إسقاط الفرض ، والتخادم الحزبي والمصالحي ، وزهايمر الخطاب السياسي ، وإدمان السلطة وحماقاتها. كتاب دولة العراق ـ رحلة بحث الشعب العراقي عن عصر سياسي جديد بجدارة قيادية وسياسية شجاعة من التكنوقراط المهنيين الذين يمتلكون القدرة والتمكّن على الإزاحة الجيلية الدوغماتية الراديكالية التي جعلت العراق منصة لرهانات القوى الخارجية ، وأنزلته أصقاع الفقر ، وأسكنت شعبه مدن الصفيح ، والأحياء العشوائية ، والرُّكامات الطينية.

رغم الانكشاف السياسي والأخلاقي لجماعة الإخوان المسلمين، والذى عاينه المصريون ‏على مدار الأعوام القليلة السابقة بدءًا من 25 يناير 2011 وحتى لحظة 30 يونيو ‏التاريخية، إلا أن الكثير من أفكار الجماعة المؤسسة للعنف والإرهاب وتهديد وحدة ‏المجتمع المصري، لازالت بحاجة إلى مزيد من الشرح والتوضيح والكشف، وهذا ما ‏يتوخاه هذا الكتاب، الذى أسميته «قواعد الفكر الإخوانى الأربعون» والذى حاولت فيه ‏عبر أربعين عنوانا، أن أكشف لك عزيزي القارئ خصائص وسمات هذا الفكر الهدام ‏لتتجنب الانزلاق في طرقه، وتبقى أجيالنا بمنعة من تكرار الوقوع في غوايته.‏ عبر التأمل الدقيق في تاريخ وأفكار هذا التنظيم، أحاول عبر تلك السطور القادمة أن ‏أكون من هؤلاء الذين كتبوا بعناية وتدقيق عن أفكار الجماعة، ستجد عزيزي القارئ في ‏هذا الكتاب، العناوين الكاشفة لأفكار وسلوك الجماعة بالشكل الذى قد يساعدك على ‏التعرف إلى أفكار هذا التنظيم، وربما قد يساعد أيضا من غرّر به من أعضاء الجماعة ‏واستسلم لدعايتها، في أن يعيد التفكير في أفكار هذا التنظيم ليعيد تكريس الولاء الصحيح ‏للوطن في نفسه، وليس للتنظيم الذى هدد بسلوكه وأفكاره الوطن الواحد الذى عشنا فيه ‏وعاش فينا عبر آلاف السنين.‏ هذا الكتاب هو مساهمة متواضعة في أهم صناعة يحتاجها وطننا العزيز في هذه الظروف ‏المصيرية التي يعيشها، وهي صناعة الوعي فبدون الوعي ستبقى أجيالنا عرضة لموجات ‏التطرف والإرهاب، التي حرفت بوصلة الكثيرين عن صحيح الدين وصحيح المواطنة.‏