متاهة الأولياء

نبذة عن الكتاب

تأليف : ( أدهم العبودي ) — نوعٌ جديد من الكتابة الروائية، تشجعنا كالنداهّة على دخول عوالمها في خضم رائع، أدهم العبودي ملك التفاصيل يسير سيرًا حثيثًا نحو الإجادة التامة، رواية تمتلئ بأصواتٍ عدّة، تركّز على علاقة ماهو مسيحي بما هو مسلم مختلطة بالتحول الذي يفعله الزمن ببعض المصائر خارج هذه العلاقة، حيث تتعقَّد المصائر وتتشكَّل في رويّة …
..
من الرواية:
وكانت الأيام تجري، دون أن أعتدّ بها، وغبار السنوات لم يُفصح لي عن الشعر الأبيض الذي جرى في رأسي، أول الأشياء التي أشعرتني بركض الزمن، كان المعلم “شحاتة” صاحب الدكان، فقد بدا لي فجأة طاعناً في السن، وقتها كان قد تجاوز الستين، وكان الوقت نهاراً، وأنا أرش المياه أمام الدكان لخلق طراوة في الجو، كان هو منكفئاً فوق دراجة، وياقة الجلباب منحسرة إلى ما بعد الرقبة، فجأة رحت أتأمّله، وقد ظهرت حول عنقه تجاعيد متشابكة، طلعت بعيني التائهة نحو خدّه، وكان قد “تكرمّش” وتعبّأ ببقع بنية داكنة كعلامات للشيخوخة، تسمّرت أمامه لبعض الوقت، ولم أنتبه لخرطوم المياه الذي تتدفّق من فمه نافورة مزبدة أغرقت أرض الشارع، إنّما انتبه هو لوقفتي غير المفسَّرة واستدار نحوي وزعق بصوت مبحوح:
– مالك متحنّط؟ اخلص “سيب” الخرطوم من يدك، الشارع غرق يا حمار.
وربما لأول مرّة حينها رنّت في أذني نبرته الآمرة المستخفة، أقفلت صنبور المياه، وتوجّهت إلى “محمود” الحلاّق، كان دكانه ملاصقاً لنا، وكان المعلم “شحاتة” ينادي عليّ بصوت مستغرب:
– أين ذاهب يا بهيم؟
لكن بوعي سيطرت عليه رائحة “الكُلّة” تجاهلت صوته، ودلفت إلى دكان “محمود”، لا أعرف أيّ هوّس لفّ عقلي حينها؟ – تحميل كتاب : متاهة الأولياء

عن الطبعة
الوصف

نشر سنة 2021
384 صفحة
ISBN 13 9789776803510

دار الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع
اقتباس: أرضنا البكر تطاول عليها الزمن، فضّ –بلا مقدمات- براءة كلّ الأشياء الجميلة التي ساورتها ذي قبل، ترنو صوب الآتي بحزن يداخله أمل واهن، يطلق الرحيل صفّارته، ويلوّح الأمل بمصباح أوشك على الانطفاء: هنا، ها هنا، ارفعي وجهك قليلاً وقد أنتظر. يتحرّك الكون ويبدأ عالمنا في الابتعاد عن مساره. اختفى من قريتنا الحلم، كأنّ الحلم لم يكن يوماً. كانت أسنّة عيدان الذرة وأعواد القصب مسجّاة في وجه شمس الظهيرة التي تطلّ على القرية في إكبار وإجلال، صوت الشيخ “عوض الله” كعادته –دون حشرجة أو اهتزاز- يسترسل ليفرش داخل آذان الخلق نداء الظهر.(الله أكبر.. الله أكبر)

رمز المنتج: 1710810175-1279 التصنيف:
إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة

متاهة الأولياء

رمز المنتج: 1710810175-1279 التصنيف:

عن الطبعة​

الوصف

نشر سنة 2021
384 صفحة
ISBN 13 9789776803510

دار الرسم بالكلمات للنشر والتوزيع
اقتباس: أرضنا البكر تطاول عليها الزمن، فضّ –بلا مقدمات- براءة كلّ الأشياء الجميلة التي ساورتها ذي قبل، ترنو صوب الآتي بحزن يداخله أمل واهن، يطلق الرحيل صفّارته، ويلوّح الأمل بمصباح أوشك على الانطفاء: هنا، ها هنا، ارفعي وجهك قليلاً وقد أنتظر. يتحرّك الكون ويبدأ عالمنا في الابتعاد عن مساره. اختفى من قريتنا الحلم، كأنّ الحلم لم يكن يوماً. كانت أسنّة عيدان الذرة وأعواد القصب مسجّاة في وجه شمس الظهيرة التي تطلّ على القرية في إكبار وإجلال، صوت الشيخ “عوض الله” كعادته –دون حشرجة أو اهتزاز- يسترسل ليفرش داخل آذان الخلق نداء الظهر.(الله أكبر.. الله أكبر)

نبذة عن الكتاب​

تأليف : ( أدهم العبودي ) — نوعٌ جديد من الكتابة الروائية، تشجعنا كالنداهّة على دخول عوالمها في خضم رائع، أدهم العبودي ملك التفاصيل يسير سيرًا حثيثًا نحو الإجادة التامة، رواية تمتلئ بأصواتٍ عدّة، تركّز على علاقة ماهو مسيحي بما هو مسلم مختلطة بالتحول الذي يفعله الزمن ببعض المصائر خارج هذه العلاقة، حيث تتعقَّد المصائر وتتشكَّل في رويّة …
..
من الرواية:
وكانت الأيام تجري، دون أن أعتدّ بها، وغبار السنوات لم يُفصح لي عن الشعر الأبيض الذي جرى في رأسي، أول الأشياء التي أشعرتني بركض الزمن، كان المعلم “شحاتة” صاحب الدكان، فقد بدا لي فجأة طاعناً في السن، وقتها كان قد تجاوز الستين، وكان الوقت نهاراً، وأنا أرش المياه أمام الدكان لخلق طراوة في الجو، كان هو منكفئاً فوق دراجة، وياقة الجلباب منحسرة إلى ما بعد الرقبة، فجأة رحت أتأمّله، وقد ظهرت حول عنقه تجاعيد متشابكة، طلعت بعيني التائهة نحو خدّه، وكان قد “تكرمّش” وتعبّأ ببقع بنية داكنة كعلامات للشيخوخة، تسمّرت أمامه لبعض الوقت، ولم أنتبه لخرطوم المياه الذي تتدفّق من فمه نافورة مزبدة أغرقت أرض الشارع، إنّما انتبه هو لوقفتي غير المفسَّرة واستدار نحوي وزعق بصوت مبحوح:
– مالك متحنّط؟ اخلص “سيب” الخرطوم من يدك، الشارع غرق يا حمار.
وربما لأول مرّة حينها رنّت في أذني نبرته الآمرة المستخفة، أقفلت صنبور المياه، وتوجّهت إلى “محمود” الحلاّق، كان دكانه ملاصقاً لنا، وكان المعلم “شحاتة” ينادي عليّ بصوت مستغرب:
– أين ذاهب يا بهيم؟
لكن بوعي سيطرت عليه رائحة “الكُلّة” تجاهلت صوته، ودلفت إلى دكان “محمود”، لا أعرف أيّ هوّس لفّ عقلي حينها؟ – تحميل كتاب : متاهة الأولياء

إضافة أو تعديل مراجعة
كتب ذات صلة